المرأة المسلمة بين النظرية الاسلامية و النظرية الرأسمالية
منذ أوائل القرن العشرين والى الآن هناك أربع نظريات مطروحة على الساحة البشرية وهي:
1_النظرية الديموقراطية الرأسمالية.
2_النظرية الاشتراكية.
3_النظرية الشيوعية.
4_النظرية الاسلامية.
أما النظرية الديموقراطية الرأسمالية فهية السائدة و المسيطرة على مساحة واسعة من العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة
التي تتمتع بقوى وطاقات اقتصادية و بشرية و علمية هائلة و أما بالنسبة الى النظرية الاشتراكية فقد تضعضعت بعد أن أمسكت بزمام الحكم في الاتحاد السوفييتي المنصرم و أثبتت فشلها كنظرية وضعية صنعها العقال البشري الناقص
وأما بالنسبة الى النظريتين الاخيرتين أي النظرية الشيوعية و الاسلامية فهاتين النظريتين ظلتا كفكرة وعقيدة في الذهن البشري لم يتم تطبيقهما على الساحة البشرية بشكل صحيح ودقيق باستثناء النظرية الاسلامية التي وجت متنفسا لها في عهد الرسول الاكرم (ص) وبعض الاصحاب خصوصا في عهد امام الموحدين علي عليه السلام .
والذي يهمنا من هذه النظريات الاربعة نظريتان الديموقراطية الراسمالية بوصفها نظرية وضعية تمثل أهم ما وصل اليه الفكر البشري في هذا القرن وبوصفها واقع معاش وملموس و الذي استطاع النفوذ حتى الى العقلية المسلمة التي تعيش فراغا رهيبا.
و النظرية الاسلامية بوصفها النظرية الالهية الحقة باعتقادنا نحن المسلمون والتي تتمثل في القرآن الكريم و السنة المحمدية.
وبعد هذا العرض ندخل في صلب الموضوع الذي نحن بصدده و الذي سيتضح من خلال الاجابة علي السؤال التالي:ما هو موقف المرأة المسلمة من هاتين النظريتين؟
ستتضح الاجابة من خلال هذا العرض :
أقول :ان المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر بين نارين احداهما أشد حرارة على المرأة من الاخرى الأولى نار الوقوع في الفهم الجاهل و الضيق لدور المرأة الذي رسمه لها الاسلام و الاخرى نار الوقوع كضحية في التيارات الفكرية الغربية كالشيوعية سابقا والتي أخذت كثيرا من شبابنا وشاباتنا و كالرأسمالية صاحبة الشعارات البراقة و الخداعة و التي استطاعة أن تذيب في بوتقتها الفكرية المادية الكثير من الشباب المسلم.
وهنا يعود السؤال من جديد ,ما هو موقف المرأة من هاتين النظريتين؟
وعلى فرض استطاعت المرأة المسلمة أن تتخذ القرار و تحدد موقفها بأن تتبنى النظرية الاسلامية السمحة و الصحيحة فهل تستطيع أن تحولها الى واقع حي معاش في جميع جوانب الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية وخصوصا في ظل هذا التطور المادي الهائل و الذي غزا المسلمين في عقر دارهم من انترنت و تلفاز ووسائل الاتصال المرئية و المسموعة .
أترك الجواب عن هذا السؤال ليدور في ذهن المرأة ولكي تجيب هي بفكرها وثقافتها واختيارها دون اي مؤثر خارجي.
ان المرأة المسلمة في بعض الدول الاسلامية وخصوصا في لبنان و الجمهورية الاسلامية الايرانية أجابت على هذا السؤال ليس فقط بلسانها و كلماتها وحروفها بل وأيضا بعملها وفكرها وتجسيدها العملي لتعاليم الشريعة المحمدية
والعلوية والفاطمية والحسينية و الزينبية وأن تقدم نموذجا للمرأة العصرية و الحضارية مع المحافظة على أصالة الهوية الاسلامية.
________________________________________