هناك الفاظٌ يُظن أنها مترادفة وهي ليست كذلك فبينها فروق في معانيها‘وإن كانت تبدو للقارئ أو السامع وكأنها من المترادفات التي تحمل معنى واحداً. ومن هذه الألفاظ ما أورده أبو هلال العسكري في كتابه ( الفروق اللغوية ) وأليك نماذج منها :
*** الفرق بين : (الهبوط والنزول)..الهبوط نزول يعقبه إقامة‘ ومنه قوله تعالى (اهبطوامصراً) . البقرة آية 61. وقوله تعالى (قلنااهبطوا منها جميعاً). البقرة آية 38. ومعناه انزلوا الأرض للإقامة فيها‘ ولا يقال : اهبط الأرض إلا إذا استقرّ فيها ‘ بينما يقال : نزول وإن لم يستقرّ‘ ومنه العبارة الشهيرة التي تقال للضيف : حللت أهلاً ونزلت سهلاً.
*** الفرق بين : (الوهْن والضَّعف)..الضعف ضد القوة ‘ تقول : خلقه الله ضعيفاً أو خلقه قوياً‘ وفي القران الكريم : (وخُلِق الإنسان ضعيفاً). النساء آية 28. والوهن أن يفعل الإنسان فعل الضعيف ‘ ومنه قوله تعالى : ( ولا تهنواولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين). آل عمران آية 139‘ أي لا تفعلوا أفعال الضعفاء وأنتم أقوياء على ما تطلبونه بتذليل الله إياه لكم.
الفرق بين : (الرجوع والإياب)..الإياب هو الرجوع إلى منتهى القصد. والرجوع يكون لذلك ولغيره‘ فيقال : رجع إلى بعض الطريق ولا يقال آب إلى بعض الطريق. وقال أبو حاتم : التأويب أن يسير النهار أجمع ليكون عند الليل في منزله ‘ , وأنشد : البايتون قريبا من منازلهم ولو يشائون آبوا الحي أو طرقوا
وهذا يدل على أن الإياب الرجوع إلى منهى القصد ‘ ولهذا قال تعالى : (إن إلينا إيابهم). الغاشية آية رقم 25..
*** الفرق بين : (السكْب والصَّب)..السّكْب هو الصبّ المتتابع ‘ ولهذا يقال : فرس سكب إذا كان يتابع الجري ولايقطعه ‘ ومنه قوله تعالى : (وماءِ مسكوب). الواقعة آية 31‘ لأنه دائم لا ينقطع ‘ والصّب يكون دفعة واحدة ‘ ولهذا يقال : صبّه في القالب ‘ ولا يقال اسكبه فيه لأن ما يُصب في القالب يصبُّ دفعة واحدة.
*** الفرق بين : (الصّد والمنع) ..الّصّد هو المنع عن قصد الشيئ خاصة . ولهذا قال الله تعالى : (وهم يصُدُّون عن المسجد الحرام). الأنفال آية 34‘ أي يمنعون الناس عن قصده. والمنع يكون في ذلك ‘ وفي غيره ألا ترى أنه يقال : منع الحائط عن الميل ‘ ولا يقال : صدّه لأن الحائط لا قصد له.