نحو جيل من الشباب الواعد المثقف المنفتح (2)

شباب الفوعة بين الذوبان في الآخر وبين المحافظة على الأصالة

يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى الطرق والأساليب والمغريات.
والإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف.
وللشباب أدوار عدة في المجتمع منها:

1 - دور الشباب في احداث التغيير :- ان الشباب اكثر الفئات تقبلاً للتطور والتغيير، اذ ربما هذا التطور يتفق مع طبيعتها وخصائها كما ان الشباب يمثلون الطبقه الواعيه المتعلمه .

2 - دور الشباب في التنميه الاقتصاديه: ان الشباب هم اقدر فئات المجتمع في دفع عملية التقدم الاقتصادي والنمو والازدهار .

3 - دور الشباب في الاصلاح الاجتماعي :وذلك بما يتمتعون به من روح الحماس والألفة و القدرة على اقامة العلاقات الاجتماعية.

4_الدور السياسي و الدفاعي :فبهم يرهب العدو وبسواعدهم يعمر الوطن.

وبعد هذا العرض يأتي السؤال:

ما هو موقع شبابنا من هذه الأدوار؟وهل يتم استغلال طاقاتهم في تطوير البلد بالشكل المناسب والصحيح؟

ان من الأشياء الايجابية الموجودة عندنا هي وجود التنوع الفكري و الاقتصادي كوجود الأطباء و المهندسين و المعلمين و المحامين ورجال الدين وحتى المطربين(فالتنوع قد يكون ايجابيا وقد يكون سلبيا) ووجود المهنيين والحرفيين و الفلاحين .

وكذلك وجود العقلية المنفتحة على الأخر عند شبابنا تعد من الأشياء الايجابية و الجيدة و توزع طلابنا في معظم الجامعات يؤدي الى توسيع العلاقات الاجتماعية واقامة علاقات متنوعة ومفيدة.
وهنا استرجع عنوان هذه المقالة(الذوبان في الآخر ) و(المحافظة على الأصالة) ان هذا الأمر موجود بين شبابنا فالبعض (من حيث يشعر أو لا يشعر) يذوب في آراء و أفكار الغير ويتقمص أفعالهم وحكاياتهم وهذا الأمر طبعا له أسبابه وعلله ومن أسبابه الضعف الحركي و العملي الموجود عندنا وضعف التثقيف الديني بين فئة الشباب على الخصوص وذلك لأن الشباب لا يجدون المرجع و القدوة الذي يستمع لهم ولهمومهم ولمشاكلهم ولرغبتهم في التقدم و التطوير فالموجود عندنا عبارة عن بوالين فارغة للدعاية و المظاهر فقط اللهم باستثناء البعض الذي يملك روح التغيير و التجديد ولكن لا يملك المقومات الازمة لذلك أو يملك ولكن يجد من يردعه.

اذا هناك مشكلة يجب وضع الحلول لها وهنا أقدم بعض الأفكار لعلها تساهم في ايجاد حلول لهذه المشكلة:

1_زيادة الوعي الشبابي للذات، وأهمية تطوير أحاسيسهم الذاتية من خلال الأنشطة أو الأعمال التي يمارسونها وطريقة ملء أوقات الفراغ بالمفيد والنافع من الأنشطة الأخرى الذي ينعكس بدوره على تنمية قدرات الشباب وتحسين صحتهم الجسدية والعقلية.

2_. تقديم المساعدة للشباب عن طريق الدورات التدريبية لإكسابهم مهارات تمكنهم من الحصول على عمل.

3_ إقامة أو تأسيس مركز لدراسة وأبحاث الشباب يعد بادرة للإعتماد على العمل الجماعي، وتشجيع الشباب على العمل في مجموعات.

4_. اعتماد أستراتيجية خاصة للنهوض بالشباب على اسس علمية من خلال التعامل مع خطط وبرامج التنمية الشاملة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

5_ضرورة وجود العمل المؤسساتي لاحتواء وتفعيل طاقات الشباب وتوجيهها الوجهة السليمة.

6_وقبل كل هذه الأمور الاخلاص لله تعالى وللوطن و للبلد و للمبدأ.

ان كل هذه الأمور و كل هذا الكلام يبقى حبرا على ورق اذا لم يكن هناك نية لدينا للتطوير والنهوض .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الله يديمك ويعزك ويبارك بافكارك النيرة
الله يوفقنا ويهدينا
مشكور اخي علي

نعم قبل كل شيءالإخلاص لله الواحد القهار
بارك الله فيك
أيها الفوعي الغالي علي

» نحو جيل من الشباب الواعد المثقف المنفتح (1)
» نحو جيل من الشباب الواعد المثقف المنفتح(3)
» المثقف الإسلامي
» مشاكل الشباب اليوم
» تباهي الشباب بتعدد علاقاته مع البنات