منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
«´¨`*´¨`الفوعة يا سميرة الصيف ´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨` أخبريني عن أصدقائي´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عن باحة المدرسة القديمة´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`عـن غـروب الشمـس´¨`*´¨`»
«´¨`*´¨`و مـــــوقد الشــــــــــتاء´¨`*´¨`»
(`'•.¸........(` '•. ¸ * ¸.•'´)........¸.•'´)
منتدى الفوعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
     الإخوة الأعزاء أعضاء و زوار منتدى الفوعة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و أهلاً وسهلاً بكم في أسرة منتدى الفوعة        نأمل أن تجدوا ما يسركم ويفيدكم في هذا المنتدى  *  متمنين لكم أطيب وأسعد الأوقات    

     ننتظر مشاركاتكم القيمة والمفيدة وكذلك ردودكم البناءة * و نرجوا منكم الإنتباه الى ضرورة إختيار القسم المناسب للموضوع المراد إدراجه في صفحات المنتدى* مع فائق الود والإحترام   


 

 الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى

اذهب الى الأسفل 
+2
سليمان أسد
zahraa
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
zahraa

zahraa


الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
عدد المساهمات : 104

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالجمعة يوليو 25, 2008 2:18 am

وُلد في بيت الله في الكعبة المشرَّفة، ولم يولد فيها أحد قبله ولا بعده... واستُشهد في بيت الله، وهو الّذي كان يرى الحياة كلّها بيتاً لله ينطلق فيه كلّ الناس الذين خلقهم الله ليوحّدوه في العبادة وفي الألوهية والطاعة...

كان(ع) مع الله في كل ما فكّر فيه وتحدّث به إلى الناس، وفي كل جهاده ومسؤوليّاته، وكان يقول للناس كلّهم، وهو خليفة المسلمين: «ليس أمري وأمركم واحداً، إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم»، إنّ رسالتي هي أن أفتح عقول النَّاس على الله في حركة التوحيد التي جاء بها الإسلام، ليسقط منها كلّ شرك في العبادة والطاعة، ولتكون التَّقوى هي الأساس في حركة الإنسان بين يدي الله.

لقد باع(ع) نفسه لله، ولم يكن لنفسه من نفسه شيء، ويروي المفسّرون أن الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ}(البقرة:207)، نزلت فيه، وقد كان(ع) في كل حياته، يعيش مع الله عيش العاشق الّذي لا يصبر على فراق من يعشق، ونحن نقرأ في دعائه الذي علّمه لكميل: «فهبني يا إلهي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك ـ فأنت الحبيب الذي لا يصبر المحبّ على مفارقته ـ وهبني صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك». كان قلبه يمتلئ بمحبة الله تعالى، وبمحبة رسول الله، وهذا ما قاله رسول الله(ص) عنه في معركة الخندق: «لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله»، وكانت محبته لله قد شغلت عقله وقلبه وحركته، لذلك عندما فتح باب خيبر الذي لا يحرّكه إلاّ سبعون شخصاً، قال(ع): «والله ما فتحت باب خيبر بقوة جسدية، بل بقوة ربَّانية»، فمحبته لله وإخلاصه له وجهاده في سبيله، هو الذي جعل يدي عليّ(ع) تنطلقان من أجل الدفاع والجهاد في سبيل الله.

من صفات عليّ(ع)

ويروى عن أحد أصحابه، وهو ضرار بن غمرة، أنّه دخل على معاوية بعد استشهاد الإمام عليّ(ع)، فقال له: صف لي عليّاً، فقال: اعفني، قال: لتصفنّه، قال: "أما إذا كان لا بدّ من وصفه، فإنّه كان والله بعيد المدى ـ لم يكن يعيش في المواقع الضيّقة القصيرة ـ شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه ـ يمتلئ بالعلم، بحيث عندما يتحدث ينطلق العلم كما لو كان نبعاً يتفجّر من كل كيانه ـ وتنطق الحكمة من نواحيه ـ كان حكيماً في كل موقف من مواقفه، وفي كل موقع من مواقعه، يضع الأشياء في مواضعها، وينطلق من عمق الأسرار التي تنفتح على الحقيقة ـ يستوحش من الدنيا وزهرتها ـ لا يشعر بالأنس في الدنيا ـ ويأنس بالليل ووحشته ـ إذا جاء الليل كان يأنس به، لأنّ المؤمنين في الليل {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}(السجدة:16)، فكان يعيش في الليل هذا الجو الذي يرتفع به إلى الله، فيناجيه ويخاطبه ويفتح له عقله وقلبه ـ وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة ـ يفكِّر طويلاً في كلِّ ما يرتفع به إلى الله وينفع الناس ـ يقلّب كفّه ويخاطب نفسه ـ لأنه كان يدرس نفسه ويحاسبها، وكان يريد أن يوحي إلى كلِّ من حوله بأنّ على الإنسان أن يفهم نفسه ـ يعجبه من اللباس ما خَشِن، ومن الطعام ما جشب ـ الطعام القاسي ـ وكان فينا كأحدنا ـ وهذا من مظاهر تواضعه للناس، حيث كان يعيش معهم كواحد منهم، في كلِّ ما يتحرّك به، حتى يشعر الذين يجالسونه أنه لا فرق بينهم وبينه، لأنّه لم يكن يميّز نفسه عن أحد، كما كان رسول الله(ص)، حتى إنّه كان إذا وصل القادم يسأل: أيّكم محمَّد؟ ـ يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه ـ كان يشعر بأنّ العلم مسؤولية، وأنّ على العالِم أن يجيب النَّاس عن كل ما يعرفه ويملكه من العلم، لأن الله تعالى أراد للناس أن يسألوا، وللعلماء أن يعلّموا ـ ويأتينا إذا دعوناه، وينبّئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقريبه إيّانا وقُربِه منا، لا نكاد نكلّمه هيبةً له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. يعظّم أهل الدين ـ لأنّ الله أراد لنبيّه ولأوليائه أن يعظّموا المؤمنين: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(الكهف:28) ـ ويقرّب المساكين. لا يطمع القويّ في باطلهـ لا يخضع لأهل الباطل مهما كانوا أقوياء ومن ذوي المواقع المتقدّمة في المجتمع، بل يعاملهم بما تفرضه العدالة ـ ولا ييأس الضعيف من عدله، وأَشهَد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: «يا ربنا يا ربنا» ـ وهو يتضرّع إليه ـ «يا دنيا غرّي غيري، ألي تعرّضت أم إليّ تشوَّفتِ، هيهات هيهات، قد بنتك ثلاثاً ـ طلَّقتك ثلاثاً ـ لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير، آهٍ من قلّة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق»... فبكى معاوية، ووكفت دموعه على لحيته، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: "رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذُبح ولدها في حجرها، فهي لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن حزنها... ثم خرج".

عليّ(ع) نفس رسول الله(ص) الأخلاقيّة والرّساليّة

ويحدّثنا عليّ(ع) عن معلّمه ومربّيه، فقد أخذه رسول الله(ص) وهو في بداية طفولته، لأنّ عمه أبا طالب كان كثير العيال، وكان واقعه الاقتصادي قاسياً، وقد حدّثنا عليّ(ع) عن تلك المرحلة فقال: «وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنـزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويُمسّني جسده، ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلةً في فعل، ولقد قَرَن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم مَلَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمه ـ والفصيل هو ولد الناقة ـ يرفع لي في كلِّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحِراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجتمع في بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما ـ فقد كان عليّ(ع) إلى جانبه(ص) في الصّلاة، وخديجة وراءهما ـ أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة».

ونتيجة ذلك، قال له رسول الله(ص): «أنت أخي في الدنيا والآخرة»، وأيضاً قال(ص): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»، وعندما تركه في المدينة ولم يأخذه معه إلى معركة تبوك، وقد شهد معارك رسول الله كلّها، قال(ص) له: «أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».

ولأنّه كان(ع) يحمل مسؤولية تثقيف الناس، كان يقول لهم: «سلوني، فوالله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلاّ حدّثتكم عنها متى نزلت، بليل أو نهار، أو في مقام أو في سفر، أم في سهل أم في جبل...». وعندما سئلت عائشة عن عليّ(ع)، قالت: "ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله منه، ولا امرأةً أحبّ إلى رسول الله من امرأته".

وقال(ص) في يوم الغدير، وقد جمع الناس عند مفترق الطريق بعد رجوعه من حجة الوداع: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»، قالوا: بلى، قال: "اللهم اشهد"، ثم قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار»... وقالت أم سلمة: سمعت رسول الله(ص) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».

ومن وصاياه ما روي عنه (ع) أنّه قال: «أوصيكم بخمس، لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجونّ أحدكم إلاّ ربه، ولا يخافنّ إلاّ ذنبه، ولا يستحينّ أحد منكم إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحينّ أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه، وعليكم بالصبر، فإنّ الصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد، فكما لا خير في جسد لا رأس معه، لا خير في إيمان لا صبر معه».

وقال عليّ(ع) وقد سُئل عن الخير: «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يَعظُم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلاّ لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات». وقال(ع): «يا أيُّها الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وطوبى لمن لزم بيته، واشتغل بطاعة ربه، وبكى على خطيئته، فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة»
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان أسد
عضو مساهم
سليمان أسد


الجنس : ذكر
العمل/الترفيه : ماجستير زراعة
مكان الاقامة : سورية
المزاج : متقلب ... مع الجو !!!
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
عدد المساهمات : 717

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 24, 2008 12:55 am



حدود العقل والقلب

بقلم : جورج جرداق

كان عليُّ بن أبي طالب شديداً، قاصفاً، مزمجراً، كالرعد في ليالي الويل!

والينبوعُ هو الينبوعُ لا حسابَ في جرْيهِ لليلٍ أو نهار!

مَن تتبَّع سيرَ العظماء الحقيقيين في التاريخ لا فرقَ بين شرقي منهم أو غربي، ولا قديم ومُحْدَث، أدرك ظاهرةً لا تخفى وهي أنهم، على اختلاف ميادينهم الفكرية وعلى تبايُن مذاهبهم في موضوعات النشاط الذهني، أدباء موهوبون على تفاوت في القوة والضعف. فهم بين منتج خلاّق، ومتذوّق قريب التذوّق من الإنتاج والخلق. حتى لكأنّ الحس الأدبي، بواسع معانيه وأشكاله، يلزم كل موهبة خارقة في كل لون من ألوان النشاط العظيم!

هذه الحقيقية تتركز جلية واضحة في شخصية علي بن أبي طالب، فإذا هو الإمام في الأدب، كما هو الإمام في ما أثبت من حقوق وفي ما علّم وهدى، وآيته في ذلك (نهج البلاغة) الذي يقوم في أسُس البلاغة العربية في ما يلي القرآن من أُسُس، وتتّصل به أساليب العرب في نحو ثلاثة عشر قرناً فتبني على بنائه وتقتبس منه ويحيا جيّدُها في نطاقٍ من بيانه الساحر.

أما البيان فقد وصل عليٌّ سابقَه بلاحقِه، فضمّ روائع البيان الجاهلي الصافي المتّحد بالفطرة السليمة اتحاداً مباشراً، إلى البيان الإسلامي الصافي المهذب المتحد بالفطرة السليمة والمنطق القويّ اتحاداً لا يجوز فيه فصلُ العناصر بعضها عن بعض. فكان له من بلاغة الجاهلية، ومن سحر البيان النبويّ، ما حَدَا بعضهم إلى أن يقول في كلامه أنه (دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق).

ولا عجب في ذلك، فقد تهيّأت لعليّ جميع الوسائل التي تعدّه لهذا المكان بين أهل البلاغة. فقد نشأ في المحيط الذي تسلم فيه الفطرة وتصفو، ثم إنه عايش أحكم الناس محمد بن عبد الله، وتلقّى من النبي رسالته بكل ما فيها من حرارة وقوة. أضف إلى ذلك استعداداته الهائلة ومواهبه العظيمة، فإذا بأسباب التفوّق تجتمع لديه من الفطرة ومن البيئة جميعاً!

أما الذكاء، الذكاء المفرط، فتلقى له في كل عبارة من (نهج البلاغة) عملاً عظيماً. وهو ذكاء حيّ، قادر، واسع، عميق، لا تفوته أغوار. إذا هو عمل في موضوع أحاط به بُعداً فما يُفلت منه جانبٌ ولا يُظلَم منه كثيرٌ أو قليل، وغاص عليه عمقاً، وقَلَّبَه تقليباً، وعركه عركاً، وأدرك منه أخفى الأسباب وأمعَنها في الاختفاء كما أدرك أصدق النتائج المترتّبة على تلك الأسباب: ما قرُبَ منها أشدّ القرب، وما بعُد أقصى البُعد.

ومن شروط الذكاء العلويّ النادر هذا التسلسل المنطقي الذي تراه في النهج أنّى اتجهت. وهذا التماسُك بين الفكرة والفكرة حتى تكون كل منها نتيجة طبيعية لما قبلها وعلّة لما بعدهما. ثم إن هذه الأفكار لا تجد فيها ما يُستغنى عنه في الموضوع الذي يبحث فيه. بل إنك لا تجد فيها ما يستقيم البحث بدونه. وهو، لاتّساع مداه، لا يستخدم لفظاً إلا وفي هذا اللفظ ما يدعوك لأن تتأمل وتمعن في التأمل، ولا عبارة إلا وتفتح أمام النظر آفاقاً وراءها آفاق.

فعن أيّ رحب وسيعٍ من مسالك التأمّل والنظر يكشف لك قوله: (الناس أعداء ما جهلوا) أو قوله: (قيمة كل امرئٍ ما يُحسنه). أو (الفجور دارُ حصنٍ ذليل!).

وأيّ إيجاز معجز هو هذا الإيجاز: (مَن تخفّف لَحِق!) وأيّ جليل من المعنى في العبارات الأربع وما تحويه من ألفاظ قلائل فُصّلتْ تفصيلاً، بل قُلْ أُنزلتْ تنزيلا!

ثم عن أي حدّة في الذكاء واستيعاب للموضوع وعمق في الإدراك، يشفّ هذا الكشف العجيب عن طبع الحاسد وصفة نفسه وحقيقة حاله: (ما رأيت ظالماً أشبه بمظلومٍ من الحاسد: نفَسٌ دائم وقلبٌ هائم وحزن لازم. مغتاظٌ على مَن لا ذَنْبَ له، بخيل بما لا يملك!).

ويستمر تولد الأفكار في (نهج البلاغة) من الأفكار، فإذا أنت منها أمام حشد لا ينتهي. وهي مع ذلك لا تتراكم، بل تتساوق ويترتّب بعضها على بعض. ولا فرق في ذلك بين ما يكتبه عليّ وما يُلقيه ارتجالاً. فالينبوع هو الينبوع ولا حساب في جَرْيهِ لليل أو نهار.

ففي خطبه المرتجلة معجزات من الأفكار المضبوطة بضابط العقل الحكيم والمنطق القويم. وإنك لتدهش، أمام هذا المقدار من الإحكام والضبط العظيمين، حين تعلم أن علياً لم يكن ليعدّ خُطَبَه ولو قُبَيل إلقائها بدقائق أو لحظات.

فهي جائشة في ذهنه منطلقة على لسانه عفْوَ الخاطر لا عنتَ ولا إجهاد، كالبرق إذ يلمع ولا خبرَ يأخذ أو يعطيه قبل وميضه. وكالصاعقة إذ تزمجز ولا تُهيّئ نفسَها لصعقٍ أو زمجرة. وكالريح إذ تهبّ فتلوي وتميل وتكسح وتنصبُّ على غاية ثم إلى مَدَاورها تعود ولا يدفعها إلى أن تروح وتجيء إلاّ قانونُ الحادثة ومنطقُ المناسبة في حدودها القائمة، لا قبل ولا بعد!

ومن مظاهر الذكاء الضابط القويّ في نهج البلاغة تلك الحدود التي كان عليّ يضبط بها عواطف الحزن العميق إذ تهيج في نفسه وتعصف. فإن عاطفته الشديدة ما تكاد تُغرقه في محيط من الأحزان والكآبات البعيدة، حتى يبرز سلطان العقل في جلاء ومضاء، فإذا هو آمر مطاع.

ومن ذكاء علي المفرط الشامل في نهجه كذلك أنه نوّع البحث والوصف فأحكم في كل موضوع ولم يقصر جهده الفكري على واحد من الموضوعات أو سُبل البحث. فهو يتحدث بمنطق الحكيم الخبير عن أحوال الدنيا وشؤون الناس، وطبائع الأفراد والجماعات. وهو يصف البرق والرعد والأرض والسماء. ويسهب في القول في مظاهر الطبيعة الحية فيصف خفايا الخلق في الخفاش والنملة والطاووس والجرادة وما إليها. ويضع للمجتمع دساتير وللأخلاق قوانين. ويبدع في التحدث عن خلق الكون وروائع الوجود. وإنك لا تجد في الأدب العربي كله هذا المقدار الذي تجده في نهج البلاغة من روائع الفكر السليم والمنطق المحكم، في مثل هذا الأسلوب النادر.

أما الخيال في نهج البلاغة فمديد وسيع، خفّاق الجوانح في كل أفق. وبفضل هذا الخيال القويّ الذي حُرم منه كثير من حكماء العصور ومفكري الأمم، كان عليّ يأخذ من ذكائه وتجاربه المعاني الموضوعيّة الخالصة، ثم يطلقها زاهيةً متحركة في إطار تثبُتُ على جنباته ألوان الجمال على أروع ما يكون اللون. فالمعنى مهما كان عقلياً جافاً، لا يمرّ في مخيّلة عليّ إلاّ وتنبت له أجنحة تقضي فيه على صفة الجمود وتمدّه بالحركة والحياة.

فخيال عليّ نموذجٌ للخيال العبقري الذي يقوم على أساس من الواقع، فيحيط بهذا الواقع ويُبْرزه ويجليّه، ويجعل له امتدادات من معدنه وطبيعته، ويصبغه بألوان كثيرة من مادته ولونه، فإذا الحقيقة تزداد وضوحاً، وإذا بطالبها يقع عليها أو تقع عليه!

وقد تميّز عليّ بقوة ملاحظة نادرة، ثم بذاكرة واعية تخزن وتتّسع. وقد مرّ من أطوار حياته بعواطف جرّها عليه حقد الحاقدين ومكر الماكرين، ومرّ منها كذلك بعواطف كريمة أحاطه بها وفاء الطيبين وإخلاص المخلصين. فتيسّرت له من ذلك جميعاً عناصر قوية تغذّي خياله المبدع. فإذا بها تتعاون في خدمة هذا الخيال وتتساوق في لوحات رائعة حيّة، شديدة الروعة والحيوية، تتركز على واقعية صافية تمتدّ لها فروعٌ وأغصان، ذات أوراق وأثمار!

ومن ثَمّ يمكنك، إذا أنت شئت، أن تحوّل عناصر الخيال القويّ في نهج البلاغة إلى رسوم مخطوطة باللون، لشدّة واقعيّتها واتّساع مجالها وامتداد أجنحتها وبروز خطوطها. ألا ما أروع خيال الإمام إذ يخاطب أهل البصرة وكان بنفسه ألمٌ منهم بعد موقعة الجمل، قائلاً: (لتَغْرِقَنَّ بلدتُكم حتى كأنني أنظرُ إلى مسجدها كجؤجؤ طيرٍ في لجّة بحر (1)!).

أو في مثل هذا التشبيه الساحر: (فِتَنٌ كقِطَع الليل المظلم).

أو هذه الصورة المتحركة : (وإنما أنا كقُطب الرحى: تدور عليّ وأنا بمكاني!).

أو هذه اللوحة ذات الجلال التي يشبّه فيها امتدادات بيوت أهل البصرة بخراطيم الفيلة، وتبدو له شرفاتهن كأنها أجنحة النسور: (ويل لِسِكَكِكُم العامرة، والدور المزخرفة التي لها أجنحةٌ كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيَلة!).

ومن مزايا الخيال الرحب قوة التمثيل. والتمثيل في أدب الإمام وجهٌ ساطع بالحياة. وإن شئت مثلاً على ذلك فانظر في حال صاحب السلطان الذي يغبطه الناس ويتمنون ما هو فيه من حال، ولكنه أعلم بموضعه من الخوف والحذر، فهو وإن أخافَ بمركوبه إلاَّ أنه يخشى أن يغتاله. ثم انظر بعد ذلك إلى عليّ كيف يمثّل هذا المعنى يقول: (صاحب السلطان كراكب الأسد: يُغبَط بموقعه، وهو أعلم بموضعه).

وإن شئت مثلاً آخر فاستمع إليه يمثّل حالة رجل رآه يسعى على عدوّ له بما فيه إضرارٌ بنفسه، فيقول: (إنما أنت كالطاعن نفسَه ليقتلَ رِدْفَه!) والرّدف هو الراكب خلف الراكب. ثم إليك هذا النهج الرائع في تمثيل صاحب الكذب: (إياك ومصادقةَ الكذّاب فإنه كالسراب: يقرّب عليك البعيد ويُبعد عنك القريب!).

أما النظرية الفنيّة القائلة بأن كل قبيح في الطبيعة يصبح جميلاً في الفن، فهي إن صحّت فإنما الدليل عليها قائم في كلام ابن أبي طالب في وصف من فارقوا الدنيا. فما أهولَ الموت وما أبشع وجهه. وما أروع كلام ابن أبي طالب فيه وما أجملَ وقْعَه. فهو قولٌ آخذٌ من العاطفة العميقة نصيباً كثيراً، ومن الخيال الخصب نصيباً أوفر. فإذا هو لوحة من لوحات الفن العظيم لا تدانيها إلاّ لوحات عباقرة الفنون في أوروبا ساعة صوّروا الموت وهَوْلَه لوناً ونغماً وشعراً.

فبعد أن يُذكّر عليٌّ الأحياء بالموت ويقيم العلاقة بينهم وبينه، يوقظهم على أنهم دانون من منزلة الوحشة بقولٍ فيه من الغربة القاسية لونٌ قاتمٌ ونغَمٌ حزين: (فكأنّ كل امرئٍ منكم قد بلغ من الأرض منزل وَحدْتهِ، فيا له من بيت وحدة، ومنزل وحشة، ومَفْرَد غربة!) ثم يهزّهم بما هم مسرعون إليه ولا يدرون، بعبارات متقطّعة متلاحقة وكأنّ فيها دويّ طبولٍ تُنذر تقول (ما أسرع الساعات في اليوم، وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في السنة، وأسرع السنين في العمر!) بعد ذلك يطلق في أذهانهم هذه الصورة الرائعة التي يأمر بها العقل، وتُشعلها العاطفة، ويجسّم الخيال الوثّاب عناصرها ثم يعطيها هذه الحركات المتتابعة وهي بين عيون تدمع وأصوات تنوح وجوارح تئنّ، قائلاً: (وإنما الأيام بينكم وبينهم بواكٍ ونوائحُ عليكم). ثم يعود فيطلق لعاطفته وخياله العنان فإذا بهما يبدعان هذه اللوحة الخالدة من لوحات الشعر الحيّ:

(ولكنهم سُقُوا كأساً بدّلتهم بالنُطق خَرَساً، وبالسمع صمماً، وبالحركات سكوناً. فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سُبات (2)! جيرانٌ لا يتآنسون، وأحبّاء لا يتزاورون، بَليتْ بينهم عُرى التعارف، وانقطعتْ منهم أسباب الإخاء. فكلُّهم وحيدٌ وهُمْ جميعٌ، وبجانب الهجر وهم أخلاّء، لا يتعارفون لليلٍ صباحاً، ولا لنهارٍ مساءً. أيّ الجديدين (3) ظَعَنوا فيه كان عليهم سَرْمَدا (4)).

ثم يقول هذا القول الرهيب: (لا يعرفون مَن أتاهم، ولا يحفِلون مَن بكاهم، ولا يجيبون مَن دعاهم!).

فهل رأيت إلى هذا الإبداع في تصوير هَوْل الموت ووحشة القبر وصفة سكّانه في قوله: (جيرانٌ لا يتآنسون وأحبّاء لا يتزاورون!) ثم هل فطنت إلى هذه الصورة الرهيبة لأبدية الموت التي لا ترسمها إلا عبقرية عليّ: (أيّ الجديدين ظَعَنُوا فيه كان عليهم سرمدا!) ومثل هذه الروائع في (النهج) كثير.

هذا الذكاء الخارق وهذا الخيال الخصب في أدب الإمام يتحدان اتحاد الطبيعة بالطبيعة، مع العاطفة الهادرة التي تمدّهما بوهج الحياة. فإذا الفكرة تتحرك وتجري في عروقها الدماء سخيَّةً حارّة. وإذا بها تخاطب فيك الشعور بمقدار ما تخاطب العقل لانطلاقها من عقل تمدّه العاطفة بالدفء. وقد يصعب على المرء أن يعجب بأثر من آثار الفكر أو الخيال في ميادين الأدب وسائر الفنون الرفيعة، إن لم تكن للعاطفة مشاركةٌ فعّالة في إنتاج هذا الأثر. ذلك أن المركّب الإنساني لا يرضيه، طبيعياً، إلا ما كان نتاجاً لهذا المركّب كله. وهذا الأثر الأدبي الكامل، هو ما نراه في نهج البلاغة. وإنك لتحس نفسك مندفعاً في تيّار جارف من حرارة العاطفة وأنت تسير في نهج البلاغة من مكان إلى آخر.

أفلا يشيع في قلبك الحنان والعطف شيوعاً وأنت تصغي إلى عليّ يقول: (لو أحبّني جبلٌ لتَهَافت) أو (فقْد الأحبّة غربة!) أو (اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي، وقالوا: (ألاَ إنَّ في الحق أنْ تأخذه وفي الحق أنْ تمنعه، فاصبر مغموماً أو مت متأسفاً! فنظرتُ فإذا ليس لي رافدٌ ولا ذابٌّ ولا مساعد إلاّ أهل بيتي!).

وإليك كلاماً له عند دفن السيدة فاطمة، يخاطب به ابن عمّه الرسول:

(السلام عليك يا رسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك، والسريعة اللحاق بك! قَلَّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري، ورقّ عنها تجلُّدي، إلاّ أن لي في التأسّي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعزّ!) ومنه (أمّا حزني فَسَرْمَد، وأمّا ليلي فمسهَّد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم!).

ثم إليك هذا الخبر:

روى أحدهم عن نوف البكالي بصدد إحدى خطب الإمام علي قال:

خَطَبَنَا هذه الخطبةَ بالكوفة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو قائم على حجارة نَصَبَهَا له جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، فقال (عليه السلام)، في جملة ما قال:

(ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبراً. وأزمعَ الترحالَ عبادُ الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى! ما ضرّ إخواننا الذين سُفكتْ دماؤهم وهم بصفّين أنْ لا يكونوا اليومَ أحياء يسيغون الغَصَص، ويشربون الرَّنِق؟! قد، والله، لقوا الله فوفّاهم أجورهم وأحلَّهم دار الأمن بعد خوفهم! أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النيّة؟).

قال: ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء!

وأخبر ضرار بن حمزة الضابئ قال: فأشهد لقد رأيته - يقصد الإمام - في بعض مواقفه، وأقد أرخى الليل سدوله وهو قائمٌ في ظلامه قابضٌ على لحيته يتململ ويبكي بكاء الحزين ويقول: (يا دنيا يا دنيا، إليك عني! أبي تعرّضت؟ أم إليّ تشوَّقت؟ لا حان حينُك، هيهات! غرّي غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلّقتُكِ ثلاثاً لا رجعة فيها! فعيشُك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير! آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر وعظيم المورد!).

هذه العاطفة الحارّة التي عرفها الإمام في حياته، تُواكبُه أنّى اتّجه في نهج البلاغة، وحيث سار. تُواكبه في ما يحمل على الغضب والسخط، كما تواكبه في ما يثير العطف والرضا.

حتى إذا رأى تخاذل أنصاره عن مساندة الحق فيما يناصر الآخرون الباطل ويحيطونه بالسلاح وبالأرواح، تألّم وشكا، ووبّخ وأنّب، وكان شديداً قاصفاً، مزمجزاً، كالرعد في ليالي الويل! ويكفيك أن تقرأ خطبة الجهاد التي تبدأ بقوله: أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المختلفةُ أهواؤهم، كلامكم يوهي الصمَّ الصلاب الخ)، لتدرك أية عاطفة متوجّعة ثائرة هي تلك التي تمدّ هذه الخطبة بنَبْض الحياة وجَيَشَانها!

وإنه لمن المعيي أن نسوق الأمثلة على تدفّق العاطفة الحية التي تبث الدفء في مآثر الإمام. فهي في أعماله، وفي خُطَبه وأقواله، مقياسٌ من المقاييس الأسُس. وما عليك إلاّ أن تفتح هذا الكتاب، كي تقف على ألوان من عاطفة ابن أبي طالب، ذات القوة الدافقة والعمق العميق!

الهوامش:

--------------------------------------------------------------------------------

1 - الجؤجؤ : الصدر.

2 - ارتجال الصفة: وصف الحال بلا تأمل، فالواصف لهم بأول النظر يظنهم صرعى من السبات، أي النوم.

3 - الجديدان: الليل والنهار.

4 - سرمد: أبدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zahraa

zahraa


الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
عدد المساهمات : 104

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 26, 2008 10:19 am

شكراً لإضافتك الرائعة أستاذ سليمان أسد
آجرك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة المصطفى




الجنس : انثى
العمر : 41
تاريخ الميلاد : 13/09/1983
البرج : العذراء
تاريخ التسجيل : 09/12/2008
عدد المساهمات : 16

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 16, 2008 6:09 pm


الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Alkawthar1212bs4

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Alkawtharng8

نتقدم لمقام ولي الله الأعظم الإمام الحجة المنتظر بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى عيد الغدير....كما نتقدم كذلك لكافة مراجعنا العظماء وللشيعة في مشارق الأرض ومغاربها عامة...ولكم اخواني خاصة بالتهنئة والتبريك

نسأل الله العلي القدير أن يعيدنا عليها وعلى مثيلاتها بالخير واليمن والبركة




عن احمد بن حنبل : أبو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال الشيباني ، المتوفى سنة : 241 هجرية ، عن البراء بن عازب ، قال : كنا مع رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكُسح لرسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) تحت شجرتين فصلى الظهر و اخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟
قالوا : بلى .
قال : " ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه " ؟
قالوا بلى .
فاخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه " .
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة



مسند احمد بن حنبل : 4/ 281 ، طبعة : دار صادر / بيروت



============

ابن حجر : احمد بن حجر الهيثمي ، المتوفى سنة : 974 هجرية ، أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قال يوم غدير خم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه ، و احب من احبه ، و ابغض من ابغضه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله ، و أدر الحق معه حيث دار " .
و قال ابن حجر حول حديث الغدير : انه حديث صحيح لا مرية فيه ، و قد أخرجه جماعة كالترمذي و النسائي و احمد ، و طرقه كثيرة جدا ، و من ثم رواه ستة عشر صحابيا ، و في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لما نُوزع أيام خلافته



الهامش للرواية:

تجدر الإشارة هنا إلى أن الإمام امير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما نُوزِعَ في الخلافة جَمَعَ الناس في "الرحبة " و استشهدهم قائلا : انشد الله كل امرئ إلا قام و شهد بما سمع ـ أي بما سمع من رسول الله يوم الغدير ـ و لا يقم إلا من رآه بعينه و سمعه بأذنيه ، فقام ثلاثون صحابيا فيهم اثنا عشر بدريا ، فشهدوا … يقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : و لا يخفى أن يوم الرحبة إنما كان في خلافة امير المؤمنين ، و قد بويع سنة خمس و ثلاثين ، و يوم الغدير إنما كان في حجة الوداع سنة عشر ، فبين اليومين ـ في أقل الصور ـ خمس و عشرين سنة ، كان في خلالها طاعون عمواس ، و حروب الفتوحات و الغزوات على عهد الخلفاء الثلاثة ، و هذه المدة ـ و هي ربع قرن ـ بمجرد طولها و بحروبها و غاراتها ، و بطاعون عمواسها الجارف ، قد أفنت جُل من شهد يوم الغدير من شيوخ الصحابة و كهولهم ، و من فتيانهم المتسرعين ـ في الجهاد ـ إلى لقاء الله عَزَّ و جَلَّ و رسوله ( صلى الله عليه وآله ) حتى لم يبق منهم حيّا بالنسبة إلى من مات إلا القليل و الأحياء كانوا منتشرون في الأرض … المراجعات : 172 ، طبعة : دار المرتضى

==============================

أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي ، المتوفى سنة 127 هجرية ، عن ابن عباس ، قال : نزلت الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ..) في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته ، فتخوّف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقولوا حابى ابن عمه و أن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله تعالى إليه ، فقام بولايته يوم غدير خم ، و أخذ بيده ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه



روح المعاني : 4 / 282 ، طبعة : دار الفكر / بيروت



شرف ليس بعده شرف .... انك الآن عرشك النجف أيها المستفز أجنحةً ... في رحاب الكرار ترتجف
شرف أن كل بارقة .... أو رفيف من رهبة يجف بجناحيك..... أن خفقهما لعلي بالحب يعترف

سلام الله عليك يا أمير المؤمنين..قد بلغت القمة في كل شيء..
حتى قالو "ماذا أقول في رجل أخفى محبوه فضائله خوفا وطمس مبغضوه فضائله حقدا وفضائله تملأ الدنيا"



السلام على الصادق الصديق* العالم الوثيق* الحكيم الشفيق*الهادي الى الطريق*الساقي شيعته من الرحيق ومبلغ اعدائه الى الحريق*الامام علي بن ابي طالب ورحمة الله وبركاته




احسنتم اختي زهراء و اخي الكريم سليمان .. على الطرح الجميل.. جعلها الله في ميزان اعمالكم ..واتمنى من محبي الأمير ان يشاركو ايضا .. منتدى الفوعة

تحياتي ..

زهرة المصطفى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليمان أسد
عضو مساهم
سليمان أسد


الجنس : ذكر
العمل/الترفيه : ماجستير زراعة
مكان الاقامة : سورية
المزاج : متقلب ... مع الجو !!!
تاريخ التسجيل : 29/05/2008
عدد المساهمات : 717

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 5:18 am



شكراً لإضافاتك المميزة و القيمة دائماً أخت زهرة المصطفى

بانتظار المزيد ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جميل الشيخ

جميل الشيخ


الجنس : ذكر
العمر : 41
تاريخ الميلاد : 05/07/1983
البرج : السرطان
العمل/الترفيه : مهندس بث في قناة العالم وبرس تي وي
مكان الاقامة : سورية - دمشق
المزاج : عالكيف
تاريخ التسجيل : 26/05/2008
عدد المساهمات : 989

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 17, 2008 6:31 am




بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وحبيب قلوب المؤمنين وآله الطيبين الطاهرين

اخوتي اخواتي الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بألف خير
اتقدم لكم بأحر التهاني والتبريك بهذه المناسبة مناسبة عيد الله الأكبر .

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

أرواحنا فداه

علي الدَرَ والذهب المصفا وباقي الناس كلهم تراب




وتقبلوا نقلي لهذه القصيدة الرائعة ربما سمعتموها وقرأتموها


قصيدة للشاعر المسيحي ، والوزير اللبناني سابقاً ( جوزيف الهاشم) في حق الإمام علي عليه السلام



نِعْمَ العليُّ، ونعمَ الاسمُ واللقبُ


يا منْ بهِ يشرئبُّ الأصلُ والنسَبُ



الباذخانِ: جَناحُ الشمس ظِلُّهما


والهاشميّان: أمُّ حرّةٌ وأَبُ(1)



لا قبلُ، لا بعدُ، في "بيت الحرام"، شَدَا


طِفلُ، ولا اعتزَّ إلاَّ باسْمِهِ رجَبُ(2)



يومَ الفسادُ طغى، والكُفْرُ منتشرٌ


وغطْرسَ الشِرْكُ، والأوثانُ تنتصبُ



أَللهُ كرَّمهُ، لا "للسجود" لها


ولا بمكّة أصنامٌ ولا نُصُبُ(3)



منذورةٌ نفسهُ للهِ، ما سجَدَتْ


إلاّ لربّكَ هامٌ، وانطَوْتْ رُكَب


***


هو الإمامُ، فتى الإسلام توأَمُهُ


منذُ الولادة، أينَ الشكُّ والرِيَبُ؟



تلقَّفَ الدينَ سبّاقاً يؤرّجُهُ


صدرُ النبي، وبَوْحَ الوحيِ يكتسبُ



عشيرٌه، ورفيق الدرب، "كاتُبه"


في الحرب والسلم، فهو الساطعُ الشُهُبُ(4)



بديلُهُ، في "فراش الدرب"، فارسُه


وليثُ غزوتِه، والجحْفلُ اللَّجِبُ(5)



سيفُ الجهاد، فتىً، لولاه ما خفقَتْ


لدعوةِ اللهِ، راياتٌ ولا قُطُبٌ



إنْ برَّدَتْ هُدْنةُ "التنزيلِ" ساعدَهُ


كان القتالُ على "التأويل"، والغَلَبُ(6)



أيامَ "بدرٍ" "حُنينٍ" "خنَدقٍ" "أُحُدٍ"


والليلُ تحتَ صليلِ الزحْفِ ينسحبُ(7)



والخيلُ تنهلُ في حربِ اليهودِ دماً


ويومَ "خيبر" كاد الموتُ يرتعِبُ(8)



ولوْ كان عاصَرَ عيسى في مسيرتهِ


ومريمٌ في خطى الآلامِ تنتحبُ



لثارَ كالرعد يهوي ذو الفقار على


أعناقِ "بيلاطُس البُنْطي"، ومَنْ صلَبِوا(9)



ما كان دربٌ، ولا جَلْدٌ وجُلْجُلةٌ


ولا صليبٌ، ولا صَلْبٌ ولا خشبُ.



تجسّدَتْ كلُ أوصافِ الكمال بهِ


في ومْضِ ساعدهِ الإعصارُ والعطَبُ



الصفحُ والعفوُ بعضٌ من شمائِله


وبعضُه البِرُّ، أمْ من بعضِه الأدبُ



مّحجةُ الناس، أقضاهُمْ وأعدلُهمْ


أدقُّ، أنصفُ، أدعى، فوقَ ما يجبُ(10)



يصومُ، يطوي، وزُهْدُ الأرضِ مطْمَحُهُ


والخَلُّ مأكَلُه، والجوعُ والعُشُبُ



يخْتَالُ في ثوبهِ المرقوعِ، مرتدياً


عباءَةَ الله، فهْيَ الغايةُ الأرَبُ



مَنْ رضَّع الهامَ بالتقوى، فإِنَّ علي


أقدامِهِ، يُسفَحُ الإبريزُ والذهَبُ..


***


على منابرهِ، أشذَاءُ خاطرِه


ومن جواهرِه، الصدَّاحةُ الخُطَبُ



ومِنْ مآثره، أحْجى أوامرِه


ومن منائرِه، تَستمْطِرُ الكتُبُ



إنْ غرَّدَ الصوتُ هدّاراً "بقاصعةٍ"


كالبحرِ هاج، وهلَّتْ ماءَها السُحُبُ(11)



أوِ استغاثَتْ به الآياتُ كان لها


روحاً على الراح، يا أسخاهُ ما يهبُ...



يَذُودُ عن هادياتِ الشرعِ، يَعْضُدُها


والحقُّ كالصبحِ، لا تلهو بهِ الحجُبُ
هو الوصيُّ على الميثاق، مؤتَمنٌ


على تراثِ نبيَّ الله، منتَدبُ



هو الخليفةُ، ما شأْنُ "السقيفة" إنْ


طغَتْ على إهلها الأهواء والرِتَبُ



"أْنذِرْ عشيرَتَك القُرَبى" فأنذَرَها


وقالَ ربُّك قولاً فوقَ ما طلَبُوا(12)



ما غرَّهُ الغُنْمَ، فاغتابوا تفجّعَهُ


على الرسول، ودمعُ القلبِ ينسكبُ



شّتانَ بين لظى المفجوع، يُرهُبه


هولُ الفراغ، وذاك المشهدُ العجَبُ



وبين مَنْ هَامَ في أحلامهِ شغفاً


فراحَ يلعبُ فيه العرضُ والطلبُ...



ما همَّ أن يستحقَّ الغَبْنَ، ما سلِمَتْ


للمسلمين أمورٌ، وانجلتْ نُوَبُ(13)



فكان للخلفاءِ، الدرعَ واقيةً


وللخلافةِ ظلاً، ليس يحْتجبُ



لولا عليُّ، لما استقوى بها عمَرٌ


يوم "النفير" ولولا المرشِدُ النَجِبُ(14)



وكان من خطر "الإقطاع"، أنْ هُتِكَتْ


أركانُ أُمَّتهِ، والشعبُ منشَعِبُ


***


قفْ... هل تساءلتَ كيف المسلمون غدَوْا


مِنْ بعدِ بُعْدِكَ...؟ فاسأَلْ ما هو السببُ



ما سرُّ عثمان..؟ كيف الغدرُ حوُّلهُ


إلى قميصٍ، بهدر الدم يختَضِبُ



وكيف زلَّتْ خطى الإسلام، وانحرَفَتْ


عمّا وقَتْهُ رموشُ العينِ والهُدُبُ



أين التعاليم..؟ والقرآنُ مندثرٌ


والشرعُ يحكمُ فيه الطيشُ واللَّعِبُ



والدينُ تاهتْ أحاديثُ النبيَّ بهِ


فحرَّفوها خِداعاً، كيفما رغبوا



والجور سادَ، وضلَّتْ أمةٌ، وبَغَتْ


على بنيها، وطَيْفَ الله ما رَهِبوا



ومُزَّقَتْ فِرَقٌ، إنْ خفَّ رَكْبُهمُ


تلقَّفتْهُمْ جذوعُ النخْلِ والكُثُبُ



سيفُ الإمامِ حَبَا الإسلامَ عِزَّتهُ


بأيَّ سيفٍ همُ أشياعَه ضربوا...!


***


لم يسْتَسِغْ بَيْعةً إلاّ ليكْلأَها


نهجُ الرسول، وبالآياتِ تعتَصِبُ



فقاوموه.. لأنَّ الشرَّ ما خمدَتْ


أدراُنهُ، وجنودُ الشرّ ما احْتَجَبُوا...



بأيَّ روحٍ إلهيَّ يمدُّ يداً


"لإِبْنِ مُلجَمَ"، وهو النازفُ التَّعِبُ(15)



فسطّرَ النبلَ دستوراً وعمَّمَهُ


كالنور في الأرض، تستهدي به النُجُبُ



وكَّبلَ الزمنَ المرصودَ في يدِه


كأنَّهُ، مَلِكَ الإيحاءِ يصْطَحِبُ



هو الخلودُ، ومصباحُ السماءِ فلا


يغيبُ... ما غابَ، إلاّ وهو يقتربُ



إنَّ الإمامَ هنا، سيفُ الإمام هنا


صوتُ الصهيل هنا، والوقْعُ والخبَبُ



كالنجم تلتقطُ الأفلاكَ جبهتُهُ


إنْ غرَّبَ الضوء، ليس النجم يغتَربُ..


***


قمْ يا إمامُ، فإنَّ الليل معتكرٌ


"والحِصنُ" مرتفعٌ والأُفقُ مضطَرِبُ(16)



همُ اليهودُ، وما نَفْعُ "المسارِ" إذا


سالَمْتُهمْ غدروا، هادَنْتَهُمْ وَثَبوا(17)



يدورُ في عصرنا التاريخُ دورتَهُ


كمِثْل عهدِكَ، أينَ العهدُ يا عرَبُ؟



تَبَدَّدَت ريحُهُمْ في كلَّ عاصفةٍ


وفي الوقيعةِ، عذرُ الهاربِ الهربُ



ما بين منكفيءٍ في زهْوِ نَشْوتَهِ


وهائمٍ، دأْبُهُ العُنقودُ والعِنَبُ



وآفَةُ الشرْقِ، سفّاحٌ بمَقْبضِها


وليس يردَعُها شرَعٌ ولا رَهَبُ



راحَتْ تُصَهْيِنُ اسمَ الله فاسقةً


يا.. إنها شعبُهُ المختارُ والعَصَبُ



تُدَنَّسُ الطُهْرَ، والإيمانُ في دَجَلٍ


حتى على الله، كَمْ يحلو لها الكَذِبُ



فَجْلَجَلْ المسجِدُ الأقصى، يثورُ على


كُفْرٍ، وكبَّرتِ الأجراسُ والصُلُبُ.


***


داَنتْ لها جَبَهاتُ السّاحِ صاغرةً


وانشَلَّتِ الخيلُ، حتى استَسْلَمَ الغَضَبُ



وَرُوَّعتْ هِمَمٌ، واستَكْبَرَتْ أُمَمٌ


واستُقْطِبَتْ قِمَمٌ، واستُهْبِطَتْ قُبَبُ



حتى دَوَتْ وَثْبَةٌ ضجَّ الزمانُ بها


كأنها السيفُ فوقَ "الطُوْرِ" مُنْتَصِبُ(18)



لجَّتْ بزأْرَةِ ليثِ الشامِ زمْجَرَةٌ


كأنَّ "قانا" على راحاتِهِ حلَبُ(19)



يَشِدُّ أَزْرَ جنوبٍ، لمْ يمرَّ بهِ


رَكْبُ الفتوحاتِ، حتى قُطّعتْ رَقَبُ



فخاضَ عنْ أمَّةٍ حربَ الجهادِ فدىً


عنْ كلِ مَنْ غُلِبوا غدراً، ومَنْ نُكِبُوا.



هِيَ المقاومةُ السمراءُ هازجةٌ


رَجَّ الوطيسُ بِها، واهتزَّتِ الهُضُبُ



فكانَتِ الكربلائياتُ، صوتَ ردىً


"للخَيَبْريّين"، لا رِفْقٌ ولا حَدَبُ(20)



هذي فلولُهُمُ، هذي جماجِمُهُمْ


كالرِجْسِ، تلفِظُها مِنْ أرضِنا التُرَبُ



إذا قضىَ منْ قضَى منهُمْ، قضَوْا أَلَماً


يا بئْسَهُمْ مَنْ بكَوْا حُزْناً، ومَنْ نَدَبُوا



وإِنْ شهيدٌ هوى مِنْ عندِنا صدَحَتْ


بلابلٌ، وتعالى الزهْوُ والطرَبُ.



هذا الجنوب دمٌ، والماءُ فيه دمٌ


ونَهْرنُا النهرُ سُمُّ إنْ هُمُ شَرِبوا(21)



مِنَ الجنوبِ رَذَاذَاتُ الدماءِ سَرَتْ


إلى فلسطينَ، فاهتاجَ الدَمُ السَرِبُ



واستَبْسَلَتْ انتفاضاتٌ مُخضَّبةٌ


مَنْ قال: قَدْ ضاعَ حقٌ وهو مغتَصَبُ



مَنْ أوقدوها لظىً كانوا لها حطباً


والنارُ إنْ أُجّجَتْ، فَلْيُحْرَقِ الحَطَبُ


***


قمْ يا إمامُ وسُنَّ العدلَ في زمَنٍ


خرَّتْ رؤوسٌ بهِ، حتى علا الذَنَبُ



وسُنَّهُ السيفَ، يأبى ذو الفقارِ ونىً


إنْ حَمْحَمَ السيفُ عضَّتْ غِمْدَها القُضُبُ



سادَتْ جبابرةُ الإرهابِ ظالمةً


فهي العدالةُ، والمظلومُ مُرتَكِبُ



الأقوياءُ على خير الضعيفِ سَطَوْا


مَنْ يسْلُبِ الخيرَ، غيرَ الشرَّ لا يَهِبُ



فارْدَعْ بزَنْدِكَ وإِليهُمْ وعامِلَمُمْ


فأْنتَ مثلُكَ مَنْ يُخْشىَ ويُرْتَقَبُ



وازْجُرْ بأمْرِك وإِلينا وعاملَنا


مالُ اليتامى حرامٌ، كَيفَ يُسْتَلَبُ



ما جاعَ منّا فقيرٌ طوْعَ ساعدِه


إلاَّ بما مُتَّعَتْ أشداقُ من نَهَبُوا



رجوتكَ أغْضَبْ، على الأخلاقِ حُضَّهُم


"لأنَّ مَنْ ذهبَتْ أخلاُقهمْ ذهبَوا"




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نسيم الفوعة

نسيم الفوعة


تاريخ التسجيل : 04/07/2008
عدد المساهمات : 139

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2008 3:00 am

موضوع جميل جدا
شكرا لكل المساهمين وردة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حيدر الشيخ
عضو مميز



الجنس : ذكر
العمر : 34
تاريخ الميلاد : 02/08/1990
البرج : الاسد
العمل/الترفيه : مدير مقهى انترنيت
مكان الاقامة : دمشق السيدة زينب
المزاج : مفيّش
تاريخ التسجيل : 29/10/2008
عدد المساهمات : 504

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 22, 2008 8:21 pm

سلمت يداكم جميعا وبارك الله فيكم وحشركم مع محمد وال محمد
صلو ا على محمد وال محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zahraa

zahraa


الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 30/05/2008
عدد المساهمات : 104

الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى   الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 27, 2008 3:33 am

شكرا لجميع الاخوة و الاخوات الذين مروا و اضافوا الى الموضوع
فزادوه اشراقا
آجركم الله جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الامام علي (ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استشهاد الامام زين العابدين
» قصيدة عن الامام الحسين (ع)
» مفهوم التشيع عند الامام الباقر(ع)...(1)
» مفهوم التشيع عند الامام الباقر(ع)...(2)
» مفهوم التشيع عند الامام الباقر(ع)...(3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفوعة :: فوعة الدراسات الإسلامية :: صفحة الأنبياء وأهل البيت والصحابة الكرام-
انتقل الى: