من المعروف والبديهي أن في «حزب الله» مجموعات عسكرية وأمنية، ولكل مجموعة مسؤولها، المسؤول عن الأفراد. بيد أن «الحاج» هو المسؤول الفعلي عن كل تلك المجموعات. ويعتبر الحاج رضوان «العقل المدبر» للحزب، في حين يصفه البعض بـ«الأسطورة التي أوصلت الحزب الى الفضاء».
يشير «أبو زينب»، و هو من شباب «حزب الله» العسكريين، الى أن «معظم الشباب الذين يتخرجون من الكليات الحربية الرفيعة المستوى، يلتقون بالحاج لكن دون أن يعرفوه». وتأتي رتبة «الحاج» من الناحية الأمنية في «حزب الله» الرجل الأول، واليد اليمنى للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
في بادئ الأمر، وفور اعلان الخبر عند الساعة الحادية عشرة ظهراً، واجه شباب «الحزب» صعوبةً في تصديق الخبر. «لم أصدق ما رأيته على شاشة التلفاز، وقلت في نفسي إن هناك التباساً ما قد حصل، فمن يعرف الحاج جيداً لا يستطيع التفكير بأن تطال هذا الرجل أي عملية اغتيال في العالم»، يقول سامر المنظم في صفوف «حزب الله».
يعجز مهدي عن وصف ردة فعله تجاه ما حصل، فالحاج هو من يخطط للتنقلات الأمنية الحساسة وهو من طوّر التكنولوجيا في الحزب، «الحاج هو من خطط لعمليات الأسر وهو من بين المخططين الرئيسيين في حرب تموز».
هل تيسر لك أن تلتقيه سابقاً؟
«نعم، في احدى الدورات العسكرية، وأكثر ما أتذكره هو هيبته وتواضعه»، يجيب مهدي.
يقال ان هناك قراراً في داخل الحزب كان يقضي بعدم تداول اسم عماد مغنية في اي مناسبة، ولهذا السبب نسبت له «الحاج» (بالاضافة الى أنه حجّ وهو يافع) أو «الحاج رضوان» (اسمه الحركي). وتعود أسباب هذا القرار لحساسية موقع «العقل المدبر» في الحزب من جهة، ولأنه من قائمة المطلوبين لأميركا، من جهةٍ ثانية.
لعماد مغنية وهج وهالة أمنية تكتسح ثنايا شباب الحزب، فالبعض يقول انه كان يتنقل متنكراً وبعدة وجوه مختلفة، والبعض الآخر يرى فيه «الشبح الأسود».
لم يتجرأ علاء على ابلاغ زميله في الحزب عن استشهاد «الحاج» لأنه «آخر ما كنت أتوقع أن يحصل، نظراً لمكانة الحاج الأمنية التي نكنها له». وفي الوقت نفسه، يلفت علاء الى أن وقع استشهاد الحاج رضوان سيكون بمثابة استشهاد السيد عباس الموسوي و«ردة فعلنا هي ردة فعل حزن وليست يأسا، واغتيال الحاج رضوان سيزيد من رباطة جأشنا كما عودنا الحاج».
استشهد الحاج ـ الأسطورة، وشيع جثمانه . استفاق شباب «حزب الله» على خبر هو بمثابة الزلزال،والقى الأمين العام للحزب خطاب الرد. «بالطبع لن يقف السيد مكتوف الأيدي، فهو يعلم أننا معه في كل القرارات، وقد آن الأوان لهذا البركان أن ينفجر!»،
نسالكم الدعاء[/center]