ali al fouay
الجنس : العمر : 37 تاريخ الميلاد : 06/09/1987 البرج : العمل/الترفيه : طالب جامعي تاريخ التسجيل : 05/01/2009 عدد المساهمات : 157
| موضوع: مفهوم اللعن في القرآن الكريم(5) الإثنين فبراير 02, 2009 5:53 pm | |
| الرواية الرابعة :التي رواها أبو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي المعتزلي المتوفى 220 هـ في كتابه ( المعيار والموازنة ):[ تحذير أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من اعتياد السب واللعن وكراهته لهم أن يكونوا سبابين ولعانين ] [11]. قال الأسكافي : وكان رضي الله عنه من مبالغته في الدعاء وحسن سيرته في الكف عن الأذى ، ودعائه بالتي هي أحسن - اقتداء بأدب الله وطلبا لما هو أصلح - أنه لما بلغه عن أصحابه أنهم يكثرون شتم مخالفيهم باللعن والسب ، أرسل إليهم أن كفوا عما بلغني [ عنكم ] من الشتم والأذى .فلقوه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟قال : بلى .قالوا : ومن خالفنا مبطلون ؟ قال : بلى .قالوا : فلم منعتنا من شتمهم ؟ فقال : كرهت أن تكونوا سبابين ولكن لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، و [ لو ] قلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به ، فهذا من الكلام أحب إلي [12] لكم .فقالوا : قد أصبت[13]. الرواية الخامسة : التي رواها السيد الرضي في ( نهج البلاغة ) فقال : ومن كلام له عليه السلام في هذا الجانب وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين :( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ )[14].الاختلاف في حرمة السب واللعن :مورد الخلاف استعمالهما لغير المؤمنين ، أما حرمة السب واللعن للمؤمنين فهو متفق عليه . وكيف كان فيبدو أن الخلاف حول جواز السب واللعن لغير المؤمنين قائم بين علماء الطائفة قبل مئات السنين .أما السب : في القرون المتقدمة فكأنه شبه الاتفاق بينهم على حرمته حتى للكافرين فضلا عن المسلمين ، ولكن في الآونة الأخيرة خف مثل هذا الاتفاق أو شبهه وصار يحاول البعض أن يعطي المبررات لجوازه للكافرين أو المخالفين ويستشهد ببعض الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم ، وهذا التوجه له خطورته البالغة .وأما اللعن السبي : فكذلك فقد ساد القول بالحرمة بين أكثر المتقدمين لفترة طويلة ولكن في القرون المتأخرة انعكست القضية وساد القول بعدم حرمته بل القول باستحبابه وأنه من الأمور العبادية بل حاول البعض أن يثبت وجوبه بأي عنوان من العناوين . وتشنج كثير من المتأخرين ضد من يشكك في عباديته أو استحبابه وكالوا لهم مختلف الشتائم والتهم .وفي هذه العجالة نشير إلى رأي بعض المتقدمين في هذا الجانب، وكشاهد على ذلك نطرح قراءة أخرى - غير المتداولة - لكلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) وما هو المراد منها ، تلك القراءة التي فهمها بعض قدماء شراح نهج البلاغة في القرن السادس والسابع الهجريين، ليطلع القارئ على ثقافة أوسع بثقافة الرأي والرأي الآخر ، ولا يبقى يسمع فقط الرأي الأوحادي الذي يقصي الرأي الآخر . اللغة :1- السب: الشتم و سميت الأصبع التي تلي الإبهام سبابة لأنها يشار بها عند السب.2- اللعن : تقدم تعريفه . 3- حقن الدم: منع من سفكه. 4- ذات البين: من الأضداد يطلق على الوصل و على الفرقة. 5- يرعوي: ينصرف و يرجع و يرتدع. 6- الغي: الضلال. 7- لهج به: أولع وحرص عليه. الرواية الأخيرة من نهج البلاغة هي محط القراءة الجديدة وبما أنها متقاربة مع الرواية الرابعة وهما مختلفتان قليلاً عن الروايات المتقدمة عليهما حيث لم يذكر اسم ( اللعن ) فيهما فهذا مما يعزز أهمية القراءة الجديدة .كما لم يذكر في رواية نهج البلاغة جملة ( فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ ) كما تقدم في الروايات السابقة .لهذا حاولنا أن نفهم كلمة الإمام علي عليه السلام عندما قال : ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) على ماذا تدل ؟ فهل تدل على كراهة السب بمعنى مجرد المبغوضية التي هي أحد الأحكام الخمسة أي قسيمة للحرمة فلا مانع من ارتكاب السب وإن كان مبغوضاً كما حاول البعض أن يجعل الكراهة خاصة بالسب فقط دون ( اللعن ) وجعل الأخير من الأمور العبادية .أم لها قراءة وفهم آخر يدل على ثقافة معينة لدى أمير المؤمنين عليه السلام .عندما نرجع إلى شراح نهج البلاغة من المتقدمين في القرنين السادس والسابع وهم من أوائل شراح نهج البلاغة نراهم قد فهموا من كراهة السب ، حرمة السب واللعن معاً لأن اللعن مصداق من مصاديق السب .ما فهمه الأعلام من كراهة السب : 1- قال علي بن زيد البيهقي الأنصاري المتوفى 565 هـ [15] في كتابه ( معارج نهج البلاغة ) في شرحه لهذه الخطبة في قوله :( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ):( هذا تنبيه على تحريم السبّ واللّعن، كما قال النبي، عليه السّلام: (ما بعثت سبّابا ولا لعّانا)...- إلى أن قال - وهذه الكلمات مقتبسة من قول النّبيّ عليه السّلام: اللّهم إنّي بشر، فإذا دعوت على إنسان، فاجعل دعآئي له لا عليه، وأهده إلى الصّراط المستقيم ).فالبيهقي شرح رواية نهج البلاغة المقتصرة على كلمة ( سبابين ) ومع هذا حرم السب واللعن لأنهما بمعنى واحد .2- وقال قطب الدين البيهقي الكيدري من أعلام الطائفة في القرن السادس الهجري صاحب كتاب ( إصباح الشيعة بمصباح الشريعة ) في شرحه لنهج البلاغة المعروف بـ ( حقائق الحقائق في تفسير دقائق أفصح الخلائق )قال قوله عليه السلام: ( إني اكره لكم أن تكونوا سبابين) . ( نبه على تحريم السب واللعن كما قال النبي صلى اللّه عليه وآله ( ما بعثت سبابا ولا لعانا )وقال عليه السلام: ( اللهم إني بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ). واحقن دماءنا: أي امنعها من السفك. اصلح ذات بيننا: أي ما بيننا من الأحوال حتى يكون أحوال : إلفة ، ومحبة ، واتفاق ، ولما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين كقولهم: اسقني ذا إناءك أي في إنائك من الشراب، وقيل ذات البين حقيقة الوصل. وارعوى: أي رجع و كف، و لهج به: أي حرص[16].وكلام الكيدري واستنتاجه نفس استنتاج البيهقي الأنصاري .3- وقال الشيخ كمال الدين ميثم البحراني المتوفى 679 هـ في شرحه لنهج البلاغة : وحاصل الفصل تأديب قومه وإرشادهم إلى السيرة الحسنة وجذب لهم عن تعويدها وتمرينها بكلام الصالحين.ونبّه بكراهته للسبّ والنهى عنه على تحريمه، ونحوه إشارة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) .وقوله: ( اللهم إنّي بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ). وقوله: لو وصفتم. إلى قوله: في العذر: أي لو عدلتم عن السباب إلى وصف أعمالهم وتذكيرهم بكونهم ظالمين لكم وضالّين عن السبيل ذكرا على وجه النصيحة والهداية لهم.ثمّ قلتم مكان سبّكم إيّاهم هذا الدعاء لكان أصوب في القول ممّا ذكرتموه من رذيلة السباب ولأنّ في تذكيرهم بأحوالهم ونصيحتهم إيّاهم فائدة وهي رجاء أن يعودوا إلى الحقّ ولأنّ ذلك أبلغ في العذر إليهم من غيره. إذ لكم أن تقولوا بعد ذلك إنّكم نصحتموهم وطلبتم منهم العتبى فلم يستعينوا.وقوله: وقلتم عطف على قوله: وصفتم.ولو مقدّرة عليه وجوابها مقدّر بعد تمام الدعاء وحذفا لدلالة لو الأولى عليهما، والتقدير لو قلتم هذا الدعاء ، لكان أصوب وأبلغ في العذر، والدعاء الّذي علّمهم عليه السّلام إيّاه مطابق لصورة حال الحرب ، واشتمل على طلب حقن الدماء أوّلا : لأنّ سفك الدماء هو الخوف الحاضر .وعلى طلب علّته وهى إصلاح ذات البين: أي ما بيننا وبينهم من الأحوال الموجبة للافتراق حتّى يكون أحوال : ألفة ، واتّفاق ، ولمّا كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها: ذات البين كقولك: اسقني ذا إنائك: أي ما في إنائك من الشراب.وقيل: ذات البين حقيقة الفرقة: أي صلح حقيقة الفرقة بيننا وبينهم و بدّلها بالالفة. ثمّ على طلب العلّة الحاسمة للفرقة الموجبة لإصلاحها وهي هداهم من ضلالتهم بمعرفة من جهل الحقّ له وارعوا به من غباوته، وهي طرف التفريط من فضيلة الحكمة، وعداوته وهو طرف الإفراط من فضيلة العدل ، وقد كانت الرذيلتان في أصحاب معاوية فإنّه لمّا قصرت وطئتهم عن وجه الحقّ وغلبت عليهم الشبهة بغوا وتعدّوا ولهجوا بعدوانهم، وروى عوض الغيّ العمى وهو عمى البصيرة وغباوتها. [17]وتحدث الشيخ ميثم البحراني في مكان آخر عن أهمية المحافظة على الألفاظ الحسنة وأنها جزء من مكارم الأخلاق . | |
|
جواد أمين عضو مساهم
الجنس : العمر : 44 تاريخ الميلاد : 31/07/1980 البرج : العمل/الترفيه : طالب علوم دينية المزاج : عال العال تاريخ التسجيل : 05/12/2008 عدد المساهمات : 420
| |