القاضي عماد الدين إسماعيل بن التيرباج الفوعي الشاعر
قاضي الفوعة .
توفي 19 رجب سنة 855 ودفن بمصلى العيد خارج سرمين .
في أعلام النبلاء عن كتاب كنوز الذهب لموفق الدين أبي ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الشافعي أنه قال : عماد الدين إسماعيل بن التيرباج الشافعي هذا الرجل ولي الحكم بأريحا وسرمين والفوعة ونظم الشعر
وقال لي شيخنا أبو الفضل بن حجر لما أوقفه على نظمه : هذا أصلح نظم أهل العصر .
ومن شعره :
ألا ذاب الليل في مقلة الفجر * وريق الند أقد راق في مبسم
الزهر وأسفرت الكثبان عن رائق الحلى * وماست غصون البان في الحلل الخضر
وهي طويلة
ومن شعره أيضا :
لما قرفت من البلاد * أردت أن أتفوعا
وكان حسن الشكل والمحاضرة والمجالسة والمفاكهة ، وله تاريخ وقفت عليه
وفي أوله : قيل أن أبا بكر يجتمع مع النبي ص في النسب في مرة بن كعب انتهى
قال فأقول : وهذا بلا خلاف بين أهل النسب وأنه ابن عمه ، لكن المؤرخ صاحب الترجمة من أهل الفوعة ، وله ديوان قطعه في حياته وسألته عن سبب ذلك فقال لي : كان الشخص قديما إذا نظم القصيدة ومدح بها أحدا أجرى عليه وأعطاه الجوائز السنية ، وأنا الآن أنظم القصيدة وأرسل معها الخدم بالعسل وغيره حتى تقبل ، ففي حال حياتي أبذل مالي ، وبعدي يقال : ما أكثر ما سال بقصائده .
وكان يقول : أنا من الخزرج ، ويكتب ذلك بخطه ، وكان كريم النفس جدا يجود على أصحابه ويفضل عليهم ويحسن إلى الغرباء وحمدت سيرته في ولايته ، وله المدائح الغرر في رؤساء حلب ، ومن ذلك ما امتدح به القاضي الحنفي بن الشحنة في سنة 850 لما قدم من القاهرة وأنشدنيها :
صدور أيامنا بك انشرحت * وأنفس المكرمات قد فرحت
والدهر كم قد شكا تغيره * بعدك واليوم حاله صلحت
أشرف عيد نهار مقدمكم * فيه العدا بالعيون قد ذبحت
كانت نفوس الأنام قد سكرت * غما ومنها لما دنوت صحت
أطلعت شمس الفخار مشرقة * من بعد ما للغروب قد جنحت
وهي طويلة أوردها أبو ذر بتمامها وختمها بقوله :
بقيت ما ماست الغصون وما * سرى من البان نسمة نفحت
أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 3 - ص 430