الفوعة بين الماضي والحاضر ج3

أودعكم إخوتي الفصل الثالث من المحاضرة عن الفوعة وتاريخها فأرجو نيل الفائدة

8-القاضي حسن بن المَوج الفوعي :

قال : كنت قد هربت من المجن ( بركات بن فارس الفوعي ) رئيس أحداث حلب في زمن رضوان بن تتش ووصلت إلى إنطاكية وخدمت بها الأجل مسعود وزير يغي سغان أمير إنطاكية فتركني على العمارة قال : فعدنا إلى ما قد خربته الزلزلة من السور فعمرناه فهبط احد الأبراج وعاب فأشير علينا بنقضه وان يقرر أساسه فهدمناه ونزلنا على آخر دمس في أساسه فوجدنا جرنا قد انكسر عليه طابق عظيم فكشفناه فوجدنا فيه سبعة أشخاص من نحاس على خيل من نحاس على كل واحد ثوب من الزرد معتقلا ترسا ورمحا قال :

فَعَرَّفتُ الأجلّ مسعود بذلك فأخرج الأشخاص وحملها إلى الوزير فأخذها الى مجلس الأمير يغي سغان : فقال بعض الحاضرين لو أحضر الأمير من مشايخ المدينة من يكشف له حقيقة هذا الأمر فتقدم بإحضار جماعة وأبرزت لهم الأشخاص وقيل لهم : أتعرفون ما هذه الأشخاص قالوا : لا نعرف لكننا نحكي للأمير ما يقارب هذا الأمر لنا دير يعرف بدير الملك عاب علينا في سنة /477/هـ فتكسر أكثر خشبه فنقضناه وأشير علينا بتقديم الحائط فحفرنا أساس الحائط الجديد فوجدنا في أسفله أشخاصا أتراكا من نحاس في أوساطهم القسيُّ والنشاب فلم نحفل بذلك وعمرنا الحائط فما مضى لنا غير مدة قصيرة حتى سرق المدينة سليمان بن قُتَلْمِشْ سنة /477/هـ في اربعمئة غلام وملكنا كما سمع الأمير وربما كان هؤلاء الأشخاص من امة هذه أشكالهم من العرب أو غيرهم من المسلمين ووروا عن خبر الإفرنج وكان قد وصلهم عنهم أخبار شاذة وما يجسر احد أن يفوه بها فشتمهم يغي سغان وطردهم . عن كتاب الدكتور سهيل زكار : مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ص 125-126 الفصل الثالث – الفتح السلجوقي للجزيرة والشام .

9-القاضي عماد الدين إسماعيل بن التيرباج الفوعي الشاعر قاضي الفوعة :

توفي في /19/ رجب سنة /855/هـ ودفن بمصلى العيد خارج سرمين وجاء في كتاب: أعلام النبلاء عن كتاب : كنوز الذهب لموفق الدين أبي ذر احمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الشافعي انه قال : عماد الدين إسماعيل بن التيرباج الشافعي : هذا الرجل وُلِّيَ الحكم بأريحا وسرمين والفوعة ونظم الشعر وقال لي شيخنا أبو الفضل بن حجر لما أوقفه على نظمه قال هذا أصلح نظم أهل العصر ومن شعره :
ألا ذاب جفن الليل في مقلة الفجر
وريق الندِّ قد راق في مبسم الزهـر

وأسفرت الكثبان عن رائق الحلى
وماست غصون البان في الحلل الخضر

وهي قصيدة طويلة .
وكان حسن الهيئة والمحاضرة والمجالسة والمفاكهة وله ديوان قطّعه في حياته وسألته عن سبب ذلك فقال لي : كان الشخص قديما إذا نظم القصيدة ومدح بها أحدا أجرى عليه وأعطاه الجوائز الثمينة وأنا الآن انظم القصيدة وأرسل معها الخدم بالعسل وغيره حتى تقبل ففي حال حياتي ابذل مالي وبعدي يقال : ما أكثر ما سأل بقصائده وكان يقول : أنا من الخزرج ويكتب ذلك بخطه وينسب إلى التشيع وكان كريم النفس جدا يجود على أصحابه ويحسن إلى الغرباء وحُمِدت سيرته في ولايته وله المدائح الغرر في رؤساء حلب ومن ذلك ما امتدح به القاضي الحنفي ابن الشحنة في سنة /850/ هـ لما قدم من القاهرة وانشد منها :

صدور أيامنا بك انشرحـــــت
وأنفس المكرمات قد فرحت

والدهر كم قد شكا تَغَـــــــيُّرَه
بعدك واليوم حاله صلــحت

أشرق عيد نهار مقدمكــــــم
فيه العدا بالعيون قد ذبحـــت

كانت نفوس الناس قد سكرت
غمًا ومنها لما دنوت صحت

اطلعت شمس الفخار مشرقة
من بعد ما للغروب قد جنحت

وهي طويلة أوردها أبو ذر بتمامها وختمها بقوله :
بقيتَ ما ماستِ الغصون وما
سرى من البان نسمةٌ نَفَحَت

بين مرحلتين :

ظهر عالمان هما :

1-الفقيه الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي الفوعاني :

نُشرَ مقالٌ بعنوان : قبسات من تاريخ الحركة العلمية الشيعية في بلاد الشام بقلم السيد عبد الرسول الموسوي الكاظمي في العددين/23 – 24 / السنة السابعة محرم الحرام عام /1429 / هـ الموافق كانون الثاني عام 2008 م جاء فيه : ومنهم أي من علماء الشيعة في بلاد الشام الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد تقي الفوعاني وهو أحد العلماء المجتهدين ومن أعلام القرن الرابع عشر الهجري ولم يذكر المقال تاريخ ولادته وتاريخ وفاته .

وبالرجوع إلى / تكملة أمل الآمل / تأليف المرجع الديني الفقيه المحدث السيد حسن الصدر /1272-1354 /هـ ذكر أنه توفي سنة /1334/ هـ وقد بلغ من العمر مئة عام فتكون ولادته على سبيل التقدير /1234/هـ وذكر في التكملة أنه كان نزيل الفوعة من أعمال حلب وقد عرفه حفيده الشيخ موسى تقي في كتاب /حلب والتشيع /تأليف الشيخ إبراهيم نصر الله في طبعته الأولى عام 1403 هـ - 1983م بالعلامة الحجة الزاهد العابد ولد في الفوعة وتربى فيها وقرأ المبادئ الأولية والعلوم العربية على أبيه ثم أرسله إلى لبنان والنجف الأشرف لمتابعة الدراسة حصل على درجة الاجتهاد وعاد إلى مسقط رأسه "الفوعة " .ولكن كانت إقامته في قرية كفريا وفيها توفي وقبره موجود فيها ولم نعثر على شيء من آثاره سوى قصيدة في الرد على من قال بأن الله سبحانه يرى بالعين .

2- الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد علي :

ولد في العراق أثناء إقامة والده هناك وعندما عاد والده إلى وطنه الفوعة كان في الثانية من عمره ولما بلغ الثامنة عشرة أرسله والده إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية فأتم تحصيله ثم عاد إلى وطنه الفوعة وقد تجاوز نشاطه قرية الفوعة إلى غيرها من المدن والقرى وله رسائل صنفها وبوبها ولده الشيخ موسى تقي إلى ثلاثة أقسام :

1- المراسلات النثرية
2- الأشعار
3- المناظرات

وقد عرف بغزارة علمه وقوة حجته وسرعة بديهته ودماثة خلقه . توفي وله من العمر أربعة وثمانون عاماً وذلك في عام /1358/هـ فتكون ولادته في عام 1274 هـ تقريباً .

الفوعة في الزمن الحاضر :

أصبحت الفوعة مدينة بموجب المرسوم الجمهوري رقم 321/ تاريخ2/8/2007م عدد سكانها 21500 نسمة تقريبا يتبع لها قريتان هما الصواغية وعدد سكانها 750 نسمة والخريبة عدد سكانها 215 نسمه ويتبع لها دير ينسب إليها وهو : /دير الفوعة / كما ورد في معجم البلدان لمؤلفه ياقوت الحموي وقد ذكرها أيضا سبط ابن العجمي الحلبي في كتابه /كنوز الذهب في تاريخ حلب / متوفي سنة /884/هـ الجزء الأول ض87 قال : الفوعة قرية كبيرة من نواحي حلب واليها ينسب دير الفوعة وآثار الدير معروفه هناك .
مساحة حدودها الإدارية /3170/ هكتار منها ارض زراعية /2604/هكتار من الأراضي الزراعية /507/هكتار مشجر وأكثره شجر زيتون مساحة المخطط التنظيمي /520/ هكتار بعد مشروع المسح الطبوغرافي الأخير.
مهن سكانها : الزراعة – التجارة – الصناعة – البناء وغيرها ويعمل عدد كبير منهم في وظائف الدولة المختلفة وقد يكون من المفيد التنويه إلى الحركة العلمية والثقافية فيها .
ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين رجال أفاضل علماء وشعراء أجلاء .كما ظهرت في بداية القرن العشرين حركة صناعية تجارية هي حركة النسيج على الأنوال اليدوية التي كانت تنتج القماش المسمى الخام والذي أطلق عليه فيما بعد في الغرب الجينز وتنتج قماش الفرش والشراشف وقد يزيد الذين اشتروا الأنوال على المئة في زمن قد لا يتجاوز فيه عدد سكان الفوعة الألفي نسمة .

ومن رجال الدين السيد محسن طاهر الموسوي ابن محمد علي :

ولد في الفوعة عام /1870 / م تقريباً على اعتبار أنه توفي عام /1962 / م بعد أن عاش أكثر من تسعين عاماً درس العلوم الدينية في النجف الأشرف ووصل إلى درجة الاجتهاد .. كتب رسالة مطبوعة في مسألة طهارة أهل الكتاب . ذُكر في كتاب / حلب والتشيع / عاد إلى الفوعة بعد أن باع أراضيه الزراعية وأنفق ثمنها على دراسته.. عاش حياةً قاسية إماماً لأحد جوامع الفوعة . أوصى ببناء جامع بعد وفاته وبني الجامع وسمي باسمه ينتهي نسبه إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .

معلومات جميلة جداً

شكراً لنقلها إلينا أخي م. حسان جواد

الاستاذ حسان جواد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا

بارك الله بكم وبوالدكم العزيز على هذه المحاضرة

المتعوب عليها .
................................

ايها الاخوة ...الفوعة بنت اليوم هذا

فيجب علينا ان نسعى جاهدين لجعلها لؤلؤة وجوهرة برّاقة

بشبابها, رجالها و نسائها ...ببيوتها ,حقولها وبساتينها

فحيّ على العلم ...حيّ على خير العمل
منتدى الفوعة

» الفوعة بين الماضي والحاضر ج1
» الفوعة بين الماضي والحاضر ج2
» الفوعة بين الماضي والحاضر ج4 والأخير
» عضو جديد في منتدى الفوعة ولكن قديم في حب الفوعة
» الفوعة"... بلدة الأعلام والمشاهير